طالما أرهقنا البحث عن السعادة وما معناها وما سرها. واختلفت الآراء والنظريات فيها لكن الحقيقة السعادة ليست في جني المال أو في القرب من اﻷحباء وليست في إسعاد الآخرين كما يدعون ولا في الرابط الروحي بالسماء فكم من كل هؤﻻء وهؤلاء تعساء. السعادة الحقيقية في تحقيق حياة متزنة. النفس السوية المتزنة هي أقصي آفاق السعادة الممكن تحقيقها وعلينا أن نتعلم كيف نصل لمعادلة موزونة ندير بها شئون حياتنا. وكل له معادلته الخاصة به. فالسعادة قيمة نسبية مثلها مثل كل أمور الحياة تتغير وتتأثر بالبيئة والظروف. كل منا عليه أن يجد معادلته الخاصة وأن يتعلم القسط بين قواه وأن يلجم صراعاته الداخلية ليحصل علي سلامه النفسي. المفتاح الحقيقي يكمن في التحكم بقوي الحياة والعقل والضمير داخل صدورنا لنحصل علي الإتزان المرغوب. وبين قوي الحياة وشهواتها وقوي العقل وكبره وغروره وقوي الضمير -روح الله في اﻷنفس- وروح الإنسانية بكل معانيها في أنفسنا، علي كل أن يجد معادلته ويوزن أوتار حياته فلا يسرف في شدها وﻻ يرخيها. وفي بعض الأحيان تحت ضغوط وتحديات الحياة ﻻبد أن تختل المعادلة وأن نتخلي عن بعض اتزاننا كي تستمر الحياة ولكي نحقق الاتزان في النهاية.